الغسق هو أوّل عتمة الليل، إذا لاحظت جيداً فإنه بعد غروب الشمس لا تظلم السماء مباشرة، و إنما تتسلل الظلمة بشكل تدريجي خلال المدّة الزمنية الواقعة بين أذان المغرب و أذان العشاء، فموعد أذان المغرب هو موعد إختفاء آخر نقطة مرئية من الشمس وراء الأفق ذي الإرتفاع الصفري، بمعنى أنّ لا يحجب الشمس جبل أوّل تلة أو هضبة، فترى الشمس و كأنها تغرق في الأفق في مستوى مماثل تماماً لمستوى قدميك على الأرض المنبسطة ذات الإرتفاع الصفري و يكون ذلك صحيحاً 100% عند شاطئ البحر فترى قرص الشمس و كأنّه يغرق في البحر و هذا هو وقت غروب الشمس و هو وقت أذان المغرب، أمّا بعد ذلك فتمر حوالي 80 - 90 دقيقة حتى تكتمل عتمة السماء بعد الغروب، و خلال هذه المدة تستمر السماء بالدخول في العتمة تدريجياً حتى تصل إلى العتمة التامة بعد حوالي 90 دقيقة من غروب الشمس و عند إكتمال العتمة يحين موعد أذان العشاء.
إنّ ما نراه في السماء خلال هذه التسعين دقيقة بين المغرب و العشاء هو ما يسمى الغسق، و هو يكون ألوانا في منتهى الروعة و الجمال في أفق السماء من جهة غروب الشمس، فترى ألوانا مختلفة ناتجة عن إنكسار الأشعة الشمسية خلال مسافة أكثر طولا من الغلاف الجوي بسبب شدة الميلان للأشعة المنبعثة من الشمس مع مستوى التعامد على الغلاف الجوي قبيل و بعيد الغروب مباشرة ، و أجمل ما يرى من الألوان في وقت الغسق هو اللون الأحمر الناري و الذي يعطي السماء منظراً شديد الروعة لطالما كان مقصداً للرسامين لرسمه و للمصورين لتصويره و للشعراء للتغني به و للمتنزهين للإستمتاع بالنظر إليه، و تسمى هذه الفترة من الغسق التي تمتاز باللون الأحمر بالشفق الأحمر.
لو كنت في منطقة نائية و ليس لديك إضاءة من أي نوع، فيمكنك الرؤية خلال مدة الغسق، حيث أنه بعد مغيب الشمس لا تنتشر العتمة فوراً و إنّما تنتشر بالتدريج خلال فترة الغسق، و كلما مر الوقت زادت العتمة تدريجياً، حتى إذا إنتهى وقت الغسق أطبقت الظلمة الحالكة.
المقالات المتعلقة بما هو الغسق